كان ياما كان في قديم الزّمان رجل فقير لا يكاد يجد قوت يومه يدعى صالح،
وكان لصالح زوجة تقيّة
زاهدة تدعى عزيزة، وكان لهما ولدان صغيران يزينان دنيتهما، إلّا أنّ صالحاً رغم جدّه ومثابرته
لم
يكن ميسور الحال، ولكنّه لم يكن متواكلاً كسولاً أبداً بل كان لا يوفّر فرصة يستطيع
أن يعمل فيها
إلّا وقد عمل، وكان صالح يُعرف بين أهل المدينة بأمانته وحسن خلقه، وفي يوم من
الأيام جاءت
عزيزة تشتكي لزوجها من أنّ لا شيء في البيت يأكله الطفلان الجائعان، وتطلب منه أن
يخرج
متجولاً في المدينة عسى أن يجعل الله له مخرجاً ليطعمهما ويسقيهما، هزّ صالح رأسه موافقا
وقال: حسناً يا زوجتي العزيزة سأذهب لأصلي ركعتين وأدعو الله بهما عسى أن يرزقني
وأكمل طريقي باحثاً عن عمل نقتات منه